لأن كثيرًا من الشراح أخطؤوا ترتيب هيراقليط وموضعته في موقعه من تاريخ الفكر، فنظروا إليه بغير منظار زمنه، بل بمنظار الزمن الفلسفي الذي سبقه، الذي نزعم أنه (أي هيراقليط ) جاء لمجاوزته.. ولأنه لا مسلك إلى فهم فيلسوف إفسوس دون الإمساك أولًا بالهاجس الإشكالي الذي حرك التفكير الفلسفي في لحظته التاريخية.. ..
يحمل الكتاب الشحنة والشعرية معًا؛ حيث البحث في الداخل ينصب على استقصاء الشحنة في عدد من الأمكنة - كنماذج للمعالجة، يمكن توسيعها لتشمل أمكنة أخرى-. ثم يركز البحث عليها بعدّها وجهاً لجدلية تناقضات الأمكنة. أما الشعرية، فهي الشيء اللامرئي، الذي يختزنه المكان في شحناته وهويته وقدرته على مدّ الموضوع بطاق..